الغاز ومآسيه
القلب, تضرر الدماغ فغيبوبة قاتلة وموت حتمي
تسربات الغاز واستعمال أنابيب وحنفيات مغشوشة يفتك ب295 أسرة
يعتبر الغاز من أهم الموارد الطاقوية التي يعتمد عليه الإنسان في التدفئة والطهي وغيرها ورغم أنه مفيد جدا إلا انه غالبا ما يخذل الأسر ويتحول فجأة الغاز من عنصر للحياة الدافئة، إلى عنصر للموت الأكيد، فالغاز يمتص كل الأكسجين ويصبح مفعولها كالقنبلة التي تكتفي بتفجير البيت كله أو يموت الكل خنقا ليسلب حياتهم في صمت ولا تقتصر المخاطر على الانفجار أو الخنق بل يترصد الموت كل من يضغط على زر الكهرباء والأبواب والنوافذ مغلقة أو يسارع للاتصال بالحماية المدنية بالهاتف النقال ولا يدري أن المحمول هو الآخر سيفجر المكان والأخطر، أنه وفق ما تنبهت إليه مؤخرا، مصالح وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أن هناك نوعا من الغازات لا يمكن شمها، وتنحصر أعراضها على الصداع والإحساس بالدوار كل هذه العوامل كافية للاختناق أو الاحتراق أو حتى التفحم.واقع مأساوي يصنعه غياب الوعي عند الكثيرين ضحايا بالعشرات، وعائلات بأكملها ترحل في صمت فقد سجل بوهران 295 حادث بين انفجار واختناق العام الماضي من بينهم 6 قتلى بغض النظر عن عشرات الضحايا الذين تعرضوا لحروق متفاوتة الخطورة وقرابة 291 العام الماضي وذلك نتيجة تسرب غاز المدينة الذي تبقى في صدارة حصد الأرواح، خاصة وأن وجوده يكون في الغالب بالشقق والأماكن المغلقة التي تسهل له إحداث الكوارث، أو حتى غاز البوتان، الذي لا تزال بعض العائلات تستعين بقاروراته في الطبخ وحتى بالتدفئة، يصنع مآسي العديد من الأسر تؤكد مصالح الحماية المدنية أن أغلبهم من النساء والأطفال، وأغلب هذه الحوادث ناتجة عن سوء استعمال الغاز، وعدم غلق منفذه بإحكام ليلا، خاصة إن كانت هناك تسربات من الأنابيب والتي لا ينتبه لها عادة وبوجود شرارة كهربائية، تصبح الكارثة أكيدة والموت حتمي بالإضافة إلى انتشار قارورات وأنابيب وحنفيات مغشوشة وغير مراقبة بالأسواق حيث يسهل منها التسرب مما تحدث الماسي بالبيوت .
يموتان اختناقا بالغاز بعد يزم واحد من زفافهما
قصة العروسين الذين توفيا بالغاز اختناقا إثر استنشاقهما غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من مدفأة غاز تركاها مشتعلة في الغرفة التي كانت محكمة الغلق مما ساهم في فقد كل كميات الأكسجين الذي امتصه الغاز ، و كانت فاجعة الأهل الذين لم يتمتعوا بفرحة الشابين اللذين زفا منذ يوم واحد لبعضهما
تفقد والديها وأختها و تتحول إلى مشوهة طول حياتها
مآسي اختزلتها حكاية سعيدة التي جاوزت الأربعين، دون أن يطرق بابها عريس واحد ، فأي رجل سيقبلها زوجة و الكل حتى الأقربون ينعتها بـ«المحروقة»، تتذكر مأساتها التي بدأت ذات جمعة أسود ليلا، بعد أن انفجرت قارورة غاز "البوتان"، التي هدت غالبية البيت واقتنصت روح والديها وأختها وبقيت هي مشوهة تدفع ثمن خطئها أضعافا مضاعفة، خاصة وأنها تشعر أنها السبب في مقتل والديها وأختها، بعد إشعال النور للذهاب للمطبخ والتأكد من غلق أنبوب الغاز مما أدى إلى انفجار كبير نجت هي بأعجوبة منه .
عثروا على جثثهم بعد ثلاثة أيام من اختناقهم
العام المضي لقيت أسرة بأكملها في فصل الشتاء مصرعها بسبب تسرب الغاز ولم تكتشف الجثث الثلاثة إلا بعد ثلاثة أيام، بعد حضور الابنة المتزوجة التي الأمر كثيرا، خاصة وأنه ليس من عادة والديها عدم الرد على مكالماتها، وعندما حضرت وجدت الكارثة اختناق والديها وأخيها بالغاز والذين ماتوا جميعا .
تأثير الغاز على الإنسان طبيا
ويؤكد اختصاصي في أمراض القلب أن الاحتراق يحتاج إلى أكسجين، لإتمام عملية الاحتراق الدائم، وينتج غاز أول وثاني أكسيد الكربون، وفي حال نقص الأكسجين فإن أول الأعضاء المتأثرة من الجسد هو الدماغ والقلب، ما يسبب فقدان الوعي والدخول في غيبوبة.فغاز أول أكسيد الكربون هو غاز شديد السمية، ما يجعل عضلة القلب تتأثر نتيجة نقص الأكسجين، فيؤثر ذلك على الدماغ أولا، ومن ثم القلب والكبد والكلى.
وفي حالة الاختناق، يكون الدم مكونا من هيموغلوبين وأول أكسيد الكربون، وحين يصل الدم إلى القلب، يكون ملوثا.
حيث يصاب الدماغ في البداية بفقدان الوعي التام، ويبدأ القلب بالتجلط، جراء قلة الأكسجين وزيادة أول وثاني أكسيد الكربون في الدم، ومن ثم تحدث الوفاة في حال لم تتم عملية الإنقاذ.
وحول إجراءات الطب الشرعي في حال الاختناق وللتأكد من أن الوفاة ناجمة عن الاختناق، يتم الكشف عن قرنيتي المتوفى، وفي حال كان لونهما "زهريا قرمزيا" فإن ذلك دليل واضح على الاختناق جراء استنشاق غاز أول أكسيد الكربون الناتج من الاحتراق.إن وجود نسبة 25 - 30 % من أول أكسد الكربون في الدم، تعد قاتلة، وعادة فإن كبار السن والأطفال، أيضا، عرضة للاختناق أسرع من غيرهم، فأجسادهم أضعف من البالغين، ورئاتهم أصغر حجما.لا يحتملون هذه النسبة، ويموتون أسرع من غيرهم بالاختناق بالإضافة إلى المرضى الذين يعانون من انسداد رئوي مزمن، أو حساسية تؤدي إلى أزمة، يتأثرون سريعا بنواتج الاحتراق، نظرا لإصابتهم بتهيج شديد في عضلات القصبات الهوائية، فتعرض هؤلاء المرضى إلى غازات سامة يزيد لديهم نوبات الربو. .أما عن طريقة الإسعاف، فإنه من الممكن، وعلى نحو فوري، إنقاذ حياة المختنق، من خلال إخراجه إلى مكان مشبع بالتهوية والأكسجين، أو فتح جميع النوافذ و انتظار تدخل الطبيب .