نفذت قوات الكوماندوس البحري الإسرائيلي فجر أمس عملية قرصنة جديدة عندما استولت على سفينة تجارية في عرض البحر على مسافة تزيد عن 400 كيلو متر غربي سواحل فلسطين المحتلة مدعية احتواءها على أسلحة. وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن السفينة حملت أسلحة من إيران إلى قطاع غزة فيما أشار وزير دفاعه إيهود باراك، إلى أن بعض الأسلحة هي من النوع المخلّ بالتوازن. ورغم أن أغلب السلاح الذي ضبط هو قذائف هاون إلا أن نائب قائد البحرية الإسرائيلية تحدث عن صواريخ أرض بحر كالتي استخدمها «حزب الله» ضد البارجة «حانيت» في حرب العام 2006.
وبحسب المعطيات الإسرائيلية فإن السفينة حملت فقط ثلاث حاويات تحوي الصواريخ وذخائر أخرى يبلغ وزنها حوالى 50 طناً بين مئات الحاويات التي حملت بضائع بريئة. ولم تستبعد إسرائيل أن تكون الصواريخ والذخائر وصلت إلى سوريا مؤخراً على ظهر السفينتين الحربيتين اللتين عبرتا القناة لزيارة موانئ سوريا.
وأشارت الأنباء الإسرائيلية إلى أن السلاح شحن إلى السفينة التجارية في ميناء اللاذقية لكن الامر كان جزءاً من عملية تضليل لأن السلاح قادم من إيران. وقالت إسرائيل إن السفينة اتجهت بعد ذلك إلى ميناء مرسين التركي وبعدها اتجهت غربي جزيرة قبرص في عمق البحر باتجاه ميناء الاسكندرية. وتمّ اعتراض السفينة جنوبي غرب قبرص على مسافة 400 كيلومتر عن الساحل الفلسطيني في عرض البحر.
وقالت إسرائيل إن السفينة التجارية التي تحمل اسم «فكتوريا» تحمل علماً ليبيرياً لكن ملكيتها ألمانية وتديرها شركة تتخذ من أوديسا في أوكرانيا مقراً لها. وتحركت السفينة مؤخراً بين موانئ المغرب ومصر ومرت بميناء بيروت ثم اللاذقية ومرسين قبل اعتراضها. ونظراً للمسافة الكبيرة فقد كان متوقعاً أن تصل السفينة إلى ميناء أسدود بعد منتصف الليلة الماضية ولكن قد تؤخر إسرائيل وصول السفينة إلى الصباح لتستغل الأمر إعلامياً.
ورغم خروج السفينة من ميناء تركي إلا أن الجيش الإسرائيلي سارع إلى تبرئة تركيا من أي اتهام. وقال إن السفينة خرجت بالسلاح من ميناء سوري وإن الجيش الإسرائيلي أبلغ ألمانيا التي تمتلك السفينة بالأمر.
وقال بنيامين نتنياهو «إننا نجمع المعلومات الآن والأمر المؤكد الوحيد هو أن السلاح جاء من إيران ومر بمحطة تسليم سورية». وأكد أن السلاح معد لقطاع غزة وأن السيطرة في عرض البحر تمّت وفق القوانين الدولية. وأوضح «أنني صادقت بالأمس على السيطرة على السفينة» وأن مصدر السلاح عليها هو «إيران التي تواصل تسليح قوى الإرهاب في غزة ضد إسرائيل. ومن حقنا وواجبنا أن نوقف تهريب هذا السلاح».
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى السيطرة على السفينة وقال «إننا نشتبه أو نظن أن بين الأسلحة على السفينة بداية منظومة متقدّمة يمكن أن تؤثر على حرية عملنا على طول شواطئ غزة». وقال إن محتويات السفينة ستظهر بعد وصول السفينة إلى ميناء أسدود. وحيّا باراك جنود «شييطت 13» وأوضح أن «محاولة تهريب السلاح لغزة تظهر أن الجهات الراديكالية تواصل محاولاتها ضرب إسرائيل وزعزعة الاستقرار في المنطقة».
وقال رئيس أركان سلاح البحرية الإسرائيلي العميد راني بن يهودا إن «عملية سلاح البحرية منعت تهريب سلاح ذي أهمية استراتيجية للقطاع». وشدّد على أنه بوسع هذه الأسلحة أن تضر بسفن سلاح البحرية وتحركاتها قبالة غزة. ولكن الأهم في نظره أن هذه الصواريخ يمكنها أن تشلّ الحركة في ميناء عسقلان وتضرّ بالسفن المتجهة إلى ميناء أسدود.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن بن يهودا قوله إنه تم العثور بشكل أولي على أربعة صواريخ أرض بحر من طراز «سي 704» الموجهة بالرادار وكذلك محطة رادار. ويعتبر صاروخ «سي 704» نوعاً من «السلاح الاستراتيجي» الذي يمكن أن يلحق الضرر بسفن البحرية الإسرائيلية وبحاويات النفط التي تصل إلى ميناء عسقلان.