يوسف هاشم محمد نجم
المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 16/09/2011
| موضوع: إنطلاق دعوة التمهد الجمعة سبتمبر 16, 2011 7:07 pm | |
| لســــان العصــــر
{وَمَن أحسَنُ دِيناً مِّمَّن أَسلَمَ وجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ واتَّبَعَ مِلّةَ إِبرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتّخَذَ اللهُ إِبرَاهِيمَ خَلِيلاً} (125 النساء )
سلسلة لسان العصر في سبيل تكوين تجمع العصر لتعظيم سيد العصر
محمد بن عبد {الله} عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم
انطلاق دعوة التمهيد
تقديم : يوسف هاشم محمد نجم
تـنويه { بسم الله الرحمن الرحيم }
ورد على غلاف هذا الكتاب بأنه تقديم:-يوسف هاشم محمد نجم.نرجو التنويه بأن كلمة تقديم وردت بدلاً عن كلمة: ( تأليف ) أو (المؤلف ).ولقد قصدنا بإيراد كلمة ( تقديم ) بدلاً عن كلمة (تأليف ) أن نؤكد أن المؤلف الحقيقي هو { الله } وما نحن إلاّ أداة تقديم لإلهامات وردت على الخاطر من لدن العالم المعلّم الأول و الآخر : {الله} خالق كل شيء وهو الواحد القهّار. {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا وإنّ الله لمع المحسنين } [ 69 العنكبوت ]
{ما على المحسنين من سبيل والله غفورٌ رحيم} [91 التوبة ]
ماذا نعني بتجمع العصر { بسم الله الرحمن الرحيم } الاسم :- تجمع العصــــر لتعظيم سيد العصر
سيد العصر هو صاحب المقام المحمود عليه أعظم الصلاة وأتم السلام، هو الذي سيأتي ليملأ الأرض عدلاً، سلاماً وأمناً على ميزان المحبة والرحمة.و ليس للمقام المحمود من صاحب غير سيدنا وحبيبنا وغرّة أعيننا محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.و معنى تعظيمه هو أن نعمل على تمهيد طريق قدومه المنتظر. ولقد طلب منا عليه أفضل الصلاة وأتم ألتسليم أن ندعو له عند وفي كل وقتٍ رُفع فيه النداء بالطلب لفتح أبواب السماء لتحقيق الصلة بالرب أن نقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاةالقائمة آتي محمداً الوسيلة والفضيلة وأبعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. والوعد كان قد جاء هكذا : {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً محمودا } [79 الإسراء]
المرشد:- هو محمد بن عبد {الله} النبي الأميّ المبعوث رحمة للعالمين كافة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الأعضاء:-
هم كافة العالمين من إنس و جن. الطفل والطفلة، الصبي والصبية، الشاب والشابة، الذكر والأنثى.المسلم، المسيحي،اليهودي، البوذي الهندوسي الزرادشتي، الكنفوسيوشي، الماركسي وجميع من هم بخلاف ذلك من أمة {الله} الذين وسعتهم رحمة الرحمن.
المقر: في كل بقعة مباركة من أرض {الله} الواسعة وفي قلب كل عبد من عبيد {الله} يسكنه الرب.
المركز الرئيسي:
يُشيّد أعظم مبنى بعد الكعبة المكرّمة والمسجد النبوي المشرّف والمسجد الأقصى المبارك فوق البعد الرابع من على وجه الأرض في البقعة المباركة حيث التقى موسى العقل بالخضر القلب في مقرن النيلين في الخرطوم ليكون مركز الانطلاق لتعظيم النبي محمد بن عبد {الله} والدعوة لتطبيق منهاج السنة النبوية المشرفة.ثم بعد ذلك لاحقاً ليكون مقراً للحكومة العالمية، وبناء على ذلك يجهز هذا المبنى بحيث يلبي أغراض ذلك بصورة شاملة.هذا البنيان يجب أن يشمل استوديوهات للبث التلفزيوني والإذاعي والاتصالات وقاعة مؤتمرات عالمية كبرى بالإضافة إلى المرافق الضرورية لخدمة العاملين.
الدستور: هو قول النبي محمد بن عبد {الله}عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) (راجع كتابنا: دستور الإنسان المعاصر) وعليه فإن هذا التجمع ليس بحزب سياسي ولا بطائفة دينية، ولا برابطة إقليمية.
شعار هذا التجمع: قول {الله} تبارك وتعالى وقوله الحق المبين : { لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256 البقرة]
آلية الدعوة: {أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} [125 النحل]
بيان رقم واحد السبت 16 ربيع الأول 1432ه الموافق 19 فبراير 2011م { بسم الله الرحمن الرحيم }
القرآن العظيم دستورٌ قُضيّ وقُدّر من الأزل إلى النزل أن يكون هو القانون الأساس لحكم سير حياة الإنسان
القانون الدستوري لا يفرّق بين إنسانٍ وآخر إلا بالتقوى والتقوى تعني حسن التصرّف والخلق بصرف النظر عن عقيدة يختلف عليها الجمعان
القرآن العظيم كتابٌ عظمته في دستوريّته كفلت حقوقاً متساوية فلا فرق بين مسلم وغيره بل على التقوى يُقام الميزان
{ لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [256 البقرة]
التقوى كما قال عنها سيدنا سيد الخلق أجمعهم (هي ها هنا) مشيراً إلى قلبه المشرّف بالنبوّة وأن (الدين المعاملة ) (الدين حسن الخلق ) (وحسن الخلق هو خلق{ الله} الأعظم) و أن من لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه قد انتفى عنه الإيمان (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) لا تعني المساواة في المنطق وحريّة الرأي فحسب بل وبالتأكيد تعني في السلطة والثروة لتحقيق كرامة الإنسان
فلا أحدٌ عنده والآخر لا فالكل مشمولٌ بالرحمة وسعت كل شيء فلا قسمة ضيزى ولا فرق بين الأبناء كلهم من وفي بيتٍ واحد جميعهم إخوان
كل تلك الشرائع التي انتظمت أحوال البشر بأوقاتٍ اختلفت على مقادير تفاوتت في قدر العقل وسعة النفس جميعها مصدرها القرآن
هذه دعوة نطلقها لتمهيد طريق البعث الثاني للصلاة والسلام عليه النبيّ محمد يجيء إلينا من الآفاق على براق الفكر الثاقب ليقيم بين ظهرانينا على المحمود مقاماً واسمه أحمد خاتم الرسل الكرام وأكمل إنسان
ولمزيدٍ من الشرح عن هذا فسيدنا الصلاة والسلام عليه النبيّ محمد هو خاتم الأنبياء السلام عليهم فلا نبيّ يجيء بعده وختم النبوّة يعني أن كل كلام{الله} تبارك وتعالى الذي أراد له على الأرض أن ينزل نزّله في كتاب مقدّسٍ واحد هو المصحف كتاب القرآن أما الرسول المبجل من تنبأ السلام عليه عيسى بمقدمه فهو لمّا يأت بعد وهو ليس غير الصلاة والسلام عليه النبيّ محمد يبعثه{الله} مقاماً محموداً فيعود إلينا عَوْدَاً أحمد فتشرق الأرض بنوره وتحتفل بمقدمه الأكوان
شرارة ثورة التغيير التي انقدحت لإسقاط أنظمة فاسدة إشارة لقرب مقدمه الأحمد ليملأ الأرض أمناً وعدلاً ويعيد ما سلبه الطغاة من كرامة الإنسان
هذه الدعوة نُطلقها لتساوي بين الأشتات لتجمع شمل الأضداد تنادي بالحق وبالعدل لتُزهِق باطلاً استأسد لتفُكّ قيوداً نحرت أيدي حتى نخاع العظم ليصبح وجه الإنسان وجهاً واحد لا وجهان
هذه الدعوة مرشدها رجلٌ سبق وجاء إلينا من أنفسنا عزّ عليه أنا كنا نرزح تحت أغلال الجهل نُدفن أحياء تحت سنابك خيول طغاةٍ عاثوا في الأرض فساداً ودماء طاهرة سالت تروي محميات الظلم وفق تقاليد الشيطان هذه الدعوة صاحبها ودليل طرائقها الصلاة والسلام عليه النبيّ الأميّ محمد هو الآن يُقيم في بيوتٍ أذن {الله} أن ترفع وقلوبٍ امتلأت بمحبته وعيونٍ ما فتأت تتطلّع لتراه وهو لما يأت بعد يجيء ليكمل طرح الناموس الأقدس من مقامٍ محمودٍ به بُشّر والعود يكون الأحمد لأكمل إنسان هذه الدعوة نحن لسان العصر نقدّمها بين يدي سيد هذا العصر وما نحن من الأمر إلا جنداً ألهمها الباري لتؤذن في الناس أن قد حان وقت التحرير بقيادة الرجل الحر المطلق من كل قيود البشرية يجيء ليكمل رسالات الرب الأمجد رسولاً خاتم اسمه أحمد و لعل أن هذا هو أول بيان
نحن لسان العصر جند الحق نحمد للرب أن جُنّدنا فجُعلنا بلال هذا الوقت نؤذن في الناس أن حيّا على صلات الأرحام وحسن معاملةٍ تؤلف بين قلوب الإخوان
هذه الدعوة نُطلقها جداراً يتكئ عليه كل من هو مستضعف كحائط مبكى عنه يصدّ العدوان
جدارٌ أقيم في الأزل فوق كنزٍ مُدّخرٍ للأيتام إلى الظل منه يأوي كل حائر تشابه عليه البقر فلم يجد العنوان
هذه الدعوة يُشرّفنا أن نطلقها خارطة طريقٍ لسبل الكيف لاستكشاف كيف تكون العودة لسذاجة الفطرة الأولى عندما كان السلام عليهم آدم وحواء يسكنان جنان
هذه الدعوة نحمد الرب أن شرّفنا لنطلقها بيّنةٍ لا لجمعٍ غفيرٍ إليها يأتي وإنما بالسلم محمّلة لتُبْلِغ كلاًّ مأمنه ليُعْلِن كلٌّ في موقعه جهاداً أكبر على النفس الدنيا فهي أعدى أعداء الإنسان هذه الدعوة تنطلق بيّنة لجمع شتات الأفكار على قلب رجلٍ واحد لتجديد الفهم حول النصوص الأبدية مرتكزات أصول الأديان
النصوص التي جاءت على قدرٍ لا على الهوى نُسجت أحرفها بما أوحت به ملائكةٌ ليس إلا التسبيح بحمد الرب شغلتهم لرسلٍ أُرسلوا لخلاص الإنسان
نصوصٌ اندفعت جندٌ مجنّدةٌ من حقيقة واحدة لتعطي كل ذي حقٍ حقه غير أن الحقوق اختلفت بمقدار قدر عقول الأمم وبما وسعته نفوسٌ تسويتها تمت كلاً على شاكلته بتعدد الأشكال والألوان
الحقيقة واحدة والحق تعدد فطرت الخلق على مبدأ {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكّرون} [49 الذاريات] على نسق جعل الهدى من على نجدين {هذا عذب فرات وهذا ملحٌ أُجاج} [53 الفرقان] وبداية معرفةٍ لحقيقة الاستسلام للحق في الأمر أن كلٌ من عليها فان { كُلّ من عليها فانٍ * ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام} [27 الرحمن]
بيان رقم اثنين الخميس 21 ربيع الأول 1432هـ الموافق 24 فبراير 2011م { بسم الله الرحمن الرحيم }
القرآن العظيم هو الوالد الشرعي لجميع الدساتير.والدستور هو أبو القوانين.الدستور شأن الحقيقة الواحدة منه تتنزّل الحقوق مختلفة تُسن لها مراسيم متباينة لتنظّم حاجاتٍ للناس متعددة مما تصوّرهـ وتتخيّله قدراتهم العقلية ومما يمكن أن تسعه النفوس التي أُلهمت فجورها وتقواها.
{ ونفسٍ وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسّاها} [10 الشمس]
الديمقراطية هي اسم مصطلح لخارطة طريق توقيع إرادة الحياة للبقاء المستمر المشبوق بأعلى درجات اللذّة والمتعة،وهو ما يسمى بالخلود.والمعنى الحقيقي للديمقراطية والذي انحرف الناس عن مسار تطبيقه الصحيح نتيجة لاحتناك الشرير لإرادة البقاء بالحياة ولأجل حفزها وتطويرها لتحقق أعلى قيم الخير، هذا المعنى الصحيح هو أن الديمقراطية نظامٌ من شأنه أن يحقق الحريّة للإنسان.الحريّة التي من شأنها أنها مطلقة من جميع قيود وملابسات الاستبداد. و لقد أفلح البشر، لحدٍّ مّا، أن يحققوا تطبيق وجه واحد من وجهي عملة الحرية؛ ألا وهو المشاركة في السلطة.و حتى هذه لم يجر تطبيقها على الوجه الصحيح إذ أن تطبيقها لا تكتمل صحّته بمعزل عن تطبيق توأمه، وهو الوجه الآخر لعملة الحرية ألا وهو المشاركة في الثروة. الحرية المطلقة من القيد بجميع مواصفاته هي أول وأجلّ صفات الأحرار.
الرجل الحر الذي لا مثيل له منذ ابتدأت الحياة دابّة على الطريق تطلب الكمال فكراً و شعوراً وإلى أن يرث {الله} الحياة جميعها، هو محمد بن عبد {الله} النبيّ الأميّ رسول السلام الأعظم وهو الأول وهو الآخر على أوله وعلى آخره أفضل الصلاة وأتم التسليم. و لعل أن أدنى الدلائل على صحة هذا؛ هو أنه عندما خُيّر اختار أن يكون رسولاً عبداً وبذلك تحقق لديه الخلاص من صفة الاستبداد في السلطة والثروة. و لقد شهد له واقع حياته المشهودة والمرصودة بأنه هو الرجل الحر الذي يقول بما يعلم ويعمل بما يقول ولا تكون عاقبة قوله وعمله إلا خيراً وبرّاً بالأحياء و بالأشياء. وعليه فإن هذهـ الدعوة التي نطلقها لتحرير الإنسان يقوم نظامها الأساسي على المشاركة المطلقة في السلطة وفي الثروة بقسمة عادلة بين الناس بصرف النظر عن ألوانهم وأعراقهم ومعتقداتهم. ولعل أن ما يُثبّت لدينا الزعم بأن السودان سيكون هو النموذج المرشح لقيادة البشرية لتحقيق السلام القائم على العدل والأمن ؛ هو الأساس الذي قامت عليه اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب ألا وهو : اقتسام السلطة والثروة. وما يؤكّد ما ذهبنا إليه هو أن أساس اتفاقية السلام لم يكن مجرّد شعارات أُطلقت ثم نُكص عنها وإنما تم لها التطبيق الفعلي على نحو ما شهد به العالم أجمع.و بذلك ضرب السودان مثلاً للتحرر من الاستبداد ما سبقه عليه أحد من قبل. ولقد كنا نؤمن بأن القرن العشرين هو نهاية دورة من دورات الحياة استمرت أربعة عشر قرناً من الزمان.والآن وبعد أن شهدنا هذهـ الثورات التي اعتمدت التظاهر السلمي ،والتي اندلعت شرقاً وغرباً تطالب بالحرية؛ تبلور الإيمان لدينا فأصبح يقيناً بأن القرن الواحد وعشرين الميلادي وهو ما يوازي القرن الأول بعد دورة الأربعة عشر قرناً هجريّاً ؛ هو بداية دورة جديدة من دورات الحياة. هذهـ الدعوة التي أذن {الله} لنا أن نطلقها ما نحن منها وفيها إلا كالمؤذّن بين يدي ظهور المختار لإنقاذ البشريّة ؛ قادماً من الآفاق على متن الفكر الخلاّق مبعوثاً على المقام المحمود واسمه أحمد عليه وعليه محمّداً أفضل صلوات {الله} تبارك وتعالى وأتم سلامه.
بيان رقم ثلاثة الخميس 28 ربيع الأول 1432 ه الموافق 3 مارس 2011م { بسم الله الرحمن الرحيم }
ثالوث الحياة القلب و النفس والعقل وجدارٌ تم بناؤه في الفجر على كنزٍ أُريد ادّخاره لوقت العصر هذا الحين
الكنز المُدّخر هو العملة الصعبة على وجهها الأول الحرية المطلقة من قيد الاستبداد وكرامة الإنسان على الوجه الآخر وهما متكاملين
الجدار فوق الكنز هو هذا الخوف كمم الأفواه وقد بدأ عنفوان الشباب مخترقاً حاجز الصمت يهدّ الجدار شرقاً وغرباً وتوال الضرب على الجدار عبر السنين
الغلامان اليتيمان في مدنيّة السلم والأمن هما النفس والعقل وأبوهما الصالح هو هذا القلب المفطور على المحبّة واسع الرحمة آناء الليل وأطراف النهار يبثّ الروح والرياحين
الطغاة في وقت العصر هذا لا يصمدون فشموسهم آذنت لرواحٍ وقد دقّت ساعة التغيير ليكون المستضعفون أئمة بما يمن به الرب الغفور على المؤمنين
ولقد صدقت بلقيس حين قالت أن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة وكذلك هم من وقتها يفعلون وإلى عصر هذا الحين
الإخوة يقتل بعضهم بعضاً الحرب الأهليّة عمّت فوق أرض مجتمعاتٍ الغالبية منهم مسلمين
الاستبداد أعمى بصائرهم فلا أحدٌ منهم يقول لأخيه بملء فيه لئن بسطت يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي لأقتلك لأننا جميعنا بدين الحق الإسلام ندين
الأزهري الشيخ قال ما عاد هناك إسلامٌ واحد وقبله قال بعض أمناء الفكر بأن الخطاب الديني لم يعد واحد فقد أصبح الناس إلى شيعٍ متفرقة والرحمن نستعين
في حقيقة الأمر ما يجري من اقتتالٍ ليس على مقاعد سلطة الحُكْمِ وإنما هو على المال مُحرّك السلطة لتستبدّ بالحكم على رقاب أناسٍ مستضعفين
يثور شباب الناس يخترقون حاجز الصمت وقع هتافهم يهدّ جدار الخوف ولا بعدها إلى الوراء رجوع ثم ماذا بعدها إنها الحيرة مطبقة فاقتسام السلطة عملٌ في الحريّة ناقصٌ ويُسقط في الأيدي أن احتكار المال لا تحرّمه شريعة المؤمنين
ويدور الأمر في حلقة مفرغة فيها يظل الحال كما كان هكذا من عنده يُعطى ويُزاد والذي ليس عنده يؤخذ منه يزداد الغني غنى والفقير إلى الحضيض ينزوي ولا حياة رطيبة لغير الموسرين
كان هذا ديدن الثورات إلى يوم الناس هذا وسيظل هكذا ما لم يؤذن في الناس لسان عصرهم يمجّد الرب يُعرّف الحرية بأنها اقتسام السلطة والثروة تشريعاً دستوريّاً مطلقاً وليطمئن الناس إخوة على سُررٍ متقابلين
عند ذلك يتحول المعنى للقول السابق ذكره فيكون من عنده محبة من {الله} لخلقه يُعطى ويزاد الحسنة بعشرة مثلٍ لها وقد تُضاعف بغير حصرٍ لكمها ومن يوق شح نفسه فقد كُتب له انضماماً للصالحين
فيا أيّها الناس هذه بيّنة تقوم على علمٍ لا يخترقه الشك قيد أنملة بأنه قد آن أوان الإخوان من قال الحبيب عنهم هم لمّا يأتوا بعد للعامل منهم أجر سبعين ممن سلفوا وسيماهم أن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه ولعمري هذه هي شريعة المسلمين يتقاسمون الخير حصصاً متساوية ويجتمعون على لا إكراه في الدين
يا أيّها الناس إن رب الأرباب لواحد والدين من عهد السلام عليه آدم واحد هو عند{الله} الإسلام وإلى أن تقوم الساعة الآخرة ويحل السلام بين العالمين
الخطاب الديني واحد في كل زمنٍ يُصاغ على قدر قدرة العقل وسعة النفس فإن كان سالفه أن أقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فإن حاضره المعاصر هو الدعوة بالتي هي أحسن ومن ثمّ فلا إكراه في الدين
كذلك يمكن القول بأن دستور حياة الإنسان مرسومٌ واحدٌ شجرةٌ واحدةٌ أصلها ثابت وفروعها تشرئب إلى الآفاق تُؤتي أُكلها كل حينٍ بإذن الرب فينعم الناس تحت ظلها كلٌّ على شاكلته وينال كل منهم حاجة حياةٍ كريمة بقدر طاقة عقله وحسب سعة نفسه والدستور هو رحمة الرحمن التي وسعت كل شيء ولم تغادر أحداً من العالمين بيان رقم أربعة الاثنين السعيد2 ربيع الثاني 1432ه الموافق 7 مارس 2011م { بسم الله الرحمن الرحيم }
هبّت رياح التغيير عصفت فأطاحت بجدرٍ من الأسمنت كانت قد أُقيمت لتطمر تحتها حقوق المستضعفين اغتصبها المستبدون في الأرض بغير وجه الحق بلا أدنى تردد أو أقل ما يكون استحياء
جدر الأسمنت مادتها التي بها بُنيت الخوف والقهر والإرهاب والإذلال كرامة الإنسان أُريقت بها سُقيت مزارع الطاغوت لا ترتوي بغير مسفوح الدماء
هذه الثورات التي اندلعت سوف لن تهدأ إلا أن يكون لكل فردٍ حقاً دستورياً أساسيّاً في السلطة والثروة بمساواة مطلقة من قيود التمييز جميعها فلا يكون لأحد الحق وللآخر صدقة والزبد سيذهب جُفاء
المتديّن هو الذي يعرف ويعمل بما عرف كيف يحسن معاملة الآخر والدين ليس مجرد مظاهر التعبّد وإنما هو تجسيد وإفشاء السلام بلا منٍّ ولا إبطاء
الأرض الآن أصبحت بيتاً واحداً يسكنه أبناء السلام عليه آدم كلهم بلا استثناء
يتواصلون فيما بينهم بالضغط على أزرارٍ فيرى أحدهم صورة الآخر يعرفه باسمه ويسمع صوته ويشارك بعضهم بعضاً في الأفراح والأتراح بلا أدنى عناء
هذه الأرواح المطهّرة يعلو هتافها فيعم الآفاق جميعها من أدنى الأرض إلى أقصاها ( الشعب يريد إسقاط النظام) قد آن أوان الحق أن يعلو ويسود السلام والعدل بين أُناسٍ أشقّاء
أدنى الحقوق الدستورية الأساسية للناس جميعهم من الخير العميم على الأرض لقمة عيشٍ كريمةٍ وعلاجٍ وتعليمٍ بلا مقابل هذا هو العدل المرجو أن يكون على الأرض كما هو في السماء
الكتب المقدّسة كلها اجتمعت على قولٍ واحدٍ (خبزنا كفافنا أعطنا اليوم) ( الكفاف من الدنيا دين ) { و يسئلونك ماذا يُنفقون قل العفو } ولتحقيق هذا بجملته نحن ننتظر ظهور الرسول الخاتم أحمد عليه السلام وهو هو محمد الصلاة والسلام عليه يُبعث مقاماً محموداً يجيء يُشيع الأمن ويُعمّ الرخاء هذه الثورات المفاجئة هي من علامات الساعة الصغرى جاءت تُبشّرنا أن قد بدأت دورةٌ للحياة جديدةٌ نسمع فيها ونرى ونتذوّق بعض ما كان قيل عنه ( ما لا عين رأت ولا أُذنٌ سمعت ولا خطر بقلب بشر ) و لعمري أن هذا بعض ما وُعد به الضعفاء { و نُريدُ أن نّمُنَّ على الذين استُضعِفُوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجُنُودَهُما منهم مّا كانوا يحذرون } [ 6 القصص ]
الثورات فيما مضى كان من السهل للطامعين إجهاضها بالالتفاف عليها لأن الأجنّة كانت لم يكتمل نموّها فتقتل في مهدها و يستمر الحال كما كان عليه استنزاف طاقة المغلوب على أمرهم سُجناء
أما الآن لسان هذا العصر فلا جُبن ولا تردد فطاقة التغيير شُحنة موجبة لدرجة أن يحرق البُعزيزي نفسه بها ضحّى لإزكاء شرارة النار المباركة قبساً من نورٍ أضاء للعالمين أرجاء الفضاء
{ يوم نطوي السّماء كطي السِّجِلّ للكًتب كما بدأنا أوّل خلقٍ نُعيدُه وعداً علينا إنّا كُنّا فاعلين } [104 الأنبياء ]
التاريخ يُعيد نفسه بلا تكرارٍ و (كيفما كُنتم يُولىّ عليكم ) وليس ثمودٌ وعادٌ ببعيد أُهلكت الأولى بالطاغية والثانية أهلكها ريحٌ صرصرٌ عاتية وما أشبه الليلة بالبارحة حين ملك الطغاة رقاب الأحياء
{ إن الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال} [11 الرعد ] الثورات هذه التي اندلعت هي ليست إلا الجهاد الأصغر لسان حال عصر سلف و لسان هذا العصر أن يكون الجهاد الأكبر فإن أعدى الأعداء هو نفسك هذه التي تقبع بين جنبيك ولعل أن النفوس من شدة الحرّ أن ترعوي فيُنفثُ فيها القول الحق ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وفي هذا جهادٌ أكبر والنصر فيه للقِيم العاليات ورأسها المحبة تشفي كل داء
لقد بلغ السيل الزبى فالظلم قد عمّ الأقطار جميعها وجلد الحمل الذي لبسه الذئب هو هذه الديمقراطيات المزيفة قتلت الضعفاء والفقراء بدمٍ باردٍ والزعماء على بيوت المال استندوا فأُجبروا على التنفيذ وفق ما يهُبُّ من الإقطاع من أهواء
{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون } [58 يونس ] فيا أيّها الناس الجهاد في {الله }الجهاد في {الله}الجهاد في {الله} فأعدوا له ما استطعتم من قوّة المحبة والإيثار وكريم أخلاقٍ تبدد ظلمات الظُلم لتقوم دولة السلام الثانية الدعوة لها بالتي هي أحسن شعارها { لا إكراه في الدين } دستورها ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وبذلك تكون أمّة الإسلام هي أُمّة { الله }جميع العالمين المسلمون والمسيحيون واليهود وكل من هو غيرهم كلهم أُمّة السلام بلا إكراه ولا ترهيب فإنّهم جميعهم تحت رحمة {الله} التي وسعت كل شيء { والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلَنا وإن الله لمع المحسنين } [69 العنكبوت ]
بيان رقم خمسة الخميس 12 ربيع الثاني 1432ه الموافق 17 مارس 2011م { بسم الله الرحمن الرحيم }
بالسيخ سلّح العمدان أرفع سقف بيتك ردد هتافاتك بكل قوة أهدم جدار شهوات للسلطة والثروة ومن جوّاتك أعلن الثورة أهتف بصوت عالي مسموع للجوّا والبرّا ( النظام يريد إسقاط النظام ) ويا رب تكون أول العمرين لنصرة دولة السلام الثانية تجينا خالي وفاض إلا من {الله} ورسوله فنصف ما عندك ما يجعلك صدّيق زي الزمان عندما سُئل (ماذا تركت لأهلك؟)قال تركت لهم {الله} ورسوله والقطار ما زال بالمحطة يصفّر راجيك لسّه ما فاتك
أعلن جهاد أكبر على اللدود أعدى أعدائك هو نفسك السفلى قابعة بين جنبيك ونفوس أخرى صعب عليها تتخلّى عن السلطة والثروة وهي يوم الحارّة سريع عنك تتخلّى ويوم ذاك أنت وحدك المسئول والحساب عسير يوم تُنصب الخيام وسط ميدان ثورة التغيير التي ما زال قطارها ما فاتك
لا تخاف من سدنة الطاغوت هم زبد فوق سونامي حركة التغيير سرعان ما يذهب جفاء واطمئن رصيدك عالي يتضاعف باستمرار طول ما أنت زي ما كنت تهتف جوّا من قلبك ( لبيك رسول {الله} ) المحبّة جوّاتك ميراث (الفقرا) أبواتك والمحبة شرطها التنفيذ لتوجيه الحبيب الفي فرق عويناتك ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وخذ عندك الفاصلة من كلام ما اتقال عن هوى ( من كان عنده فضل زاد فليجد به على من لا زاد له ) فلا تنصرف عنك ارتجل زي ما دائما كنت على طبيعتك السمحة طلّع أصلك الجوّاك وتأكد أنهم كلهم عارفين أنك الأول بين رفاقاتك
لابد أن يتوكّد عندك أنك كبير أخوان في بطن بيت واحد تأسس على التقوى وتأكد أن الأمر ما جُعل تحت يدّك في هذا البيت إلا لخيراً مُراد بيك بأنك سترفع راية الثورة ( النظام يريد إسقاط النظام ) والتغيير يتم على يدّك
{ لا إله إلا الله} شعار توحيد لكل إنسان من أمّة {الله}مهما اختلف دينه و { لا إكراه في الدين } سنة أحمد المختار الخاتم رسل {الله} صلِّي عليه دائما تلقاه حداك راعيك جوّاك و برّاتك
البشير يا اخوي المال زينة الزائلة وعنها كلنا لابد في يوم نرحل وما ينفعنا قدام غير عمل صالح فأحسبها صاح وتذكّر كلامك الزمان قلته أنهم كلهم وليداتك أقلب الميزان وأنت عليه قادر رجِّع حقوق الناس اغتصبها سدنة الغاشم وزِّع الثروة بعدالة بين إخوان ساكنين في بيت واحد ما يكون لواحد حق والصدقة للآخر سنّة {الله} في خلقه أن الرحمة وسعت كل شيء لا فرق في الأرزاق بين مسلم ومن هو غيره ( الخلق كلهم جميعهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ) وخذ عندك الفاصلة {و يسئلونك ماذا يُنفقون قل العفو } [219 البقرة] فاعمل على ذاك يشهد عليك الناس وأولهم ذاتك
أرجوك خذ بالك لا يمكن تقول أن الشريعة {لا إكراه في الدين } وأن الما هو مسلم يمكن يكون مواطن أول
أرجوك تعال بتروي نفكّر إذا كان ذاك صحيح فأرواح كثيرة راحت هدر ودماء طاهرة سالت سيول بغير الحق وحروب شعواء قامت عبث {لا إكراه في الدين } قانون بالشريعة منسوخ والمحكم شرعاً هو { فإذا انسلخ الأشهُرُ الحُرُمُ فاقتلوا المشركين حيث وجدتُّموهم وخُذُوهم واحصُرُوُهم واقعُدُوا لهم كلّ مرصد ٍ فإن تابوا وأقاموا الصّلاة وءاتَوُا الزّكاة فخلّوا سبيلهم إن الله غفورٌ رحيم} [ 5 التوبة ] هذه شريعة التعامل مع المشركين أما أهل الكتاب وهم المسيحيون واليهود فالتعامل معهم شرعاً هو { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يُحرّمون ما حرّم الله ورسولُه ولا يدينون دين الحق من الذين أُتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون } [29 التوبة ] هذا وقد سمحت الشريعة أن تُكنز الأموال شرط أن عليها تُخرج الزكاة بعد الحول كل هذا ديناً صحيح لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فيجب عليك أن تضع ذلك في اعتباراتك
تعال أنت ونحن نتفكّر كيف نطلع من المأزق كيف نفضّ التعارض بين سماحة الحسنى وحكمة الإرهاب سماحة الحسنى وهي في حكم الشريعة منسوخة تقول:
{ ادعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [ 125 النحل ] أما حكمة الإرهاب فالسند الواضح القوي لها هو : { وأعدوا لهم مّا استطعتم من قوة ومن رِباط الخيل تُرهبون به عدو الله وعدوّكم و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تُنفقوا من شيء في سبيل الله يُوفَّ إليكم وأنتم لا تُظلمون } [ 60 الأنفال ] وهذا هو القانون المحكم قامت عليه شريعة الجهاد الأصغر. فإن أردت أن تفضّ هذا التعارض علماً بأنك كنت قد قلت على مسمع من الأشهاد ( لبيك رسول {الله} ) وجب عليك أن تتبع الأسباب بالخطوات وأولها ( نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم ) و لاحظ الفرق بين العقل العام في القرن السابع حين كان الناس لا يعرفون أن الأرض كروية وأن من قال بذلك اعتبر كافراً زنديقاً وبين عقل اليوم العام المعاصر والأرض كلها اجتمعت داخل الفيسبوك
الخطوة الثانية : { و اتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم من رّبِّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون } [ 55 الزمر ] و لاحظ أن هذا يعني أن ما أُنزل من الرب تبارك وتعالى هو الحسن بعينه وأن هذا الحسن بعضه أحسن من بعض الشريعة السمحة قامت على الحسن من الآيات الكريمات ناسخة الأحسن لاعتبارات مخاطبة الناس على قدر عقولهم وسعة أنفسهم ( نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم )
الخطوة الثالثة: رأس جسر العبور من الحسن إلى الأحسن امتثالاً للأمر المباشر بالقول الصريح الذي لا يتطرّق إليه الشك ولا يشوبه الظن ولا يحتاج لتأويل:
{ و اتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم من رّبِّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون }
الخطوة الثالثة مفتاح شفرة العبور و هي :- { ما نَنسَخْ من آيةٍ أو نُنسِها نأتِ بخيرٍ منها أو مِثلِها ألم تعلم أن الله على كلِّ شيءٍ قدير } [ 106 البقرة ] لعل أن التحليل الدقيق المحايد للمعنى الذي اشتملت عليه هذه الآية العظيمة يضعنا على مفترق طريقين لا ثالث لهما: فإن قلنا كما ذهب إليه جُلّ من سلفوا بأن النسخ هو إلغاء للحكم فقد وجب علينا شرعاً أن نرفع راية الجهاد الأصغر وننضم إلى القاعدة نرهب الأعداء من غير المسلمين ؛ المشرك يُقتل وأهل الكتاب يدفعوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. أما إن سلكنا الطريق الآخر وفهمنا أن النسخ إنما هو إرجاء الإحكام لحين يستعد قدر العقل للإدراك وطاقة النفس للتطبيق فقد انفتح أمام العالمين باب الحرية المطلقة من كل قيد إلا قيد حدود حرية الآخر ؛ وشاعت السماحة والمودة بين الناس وذلك ببزوغ فجر الفكر الخلاق مرتكزاً على الحقوق الأساسية للإنسان : { لا إكراه في الدين قد تبين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله واسع عليم } [ 256 البقرة ] و { ادعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إن ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين } [ 125 النحل ] فإن جمعت خاتمتا الآيتين الكريمتين أعلاه طالعتك رحمة الرحمن التي وسعت كل شيء: {و الله واسع عليم }{هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}
وعليه فإن { لا إكراه في الدين } والدعوة بالتي هي أحسن هما أعمدة قاعدة منهاج التغيير الذي يتطاول سقفه إلى قمة ثالوث حقوق وكرامة الإنسان المتوّجة بأعلى قيم الحياة في القول الشريف : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) بذلك تتحقق المشاركة بقيم عادلة في السلطة والثروة.وتنطلق الإنسانية على سبيل الكرامة والأمن تطلب تحقيق قمّة صور الجمال لحياة الفكر وحياة الشعور. وبذلك يصدق القول بأن أُمّة النبي محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم هي كل وجميع العالمين انسهم وجنّهم وهي هي أُمّة {الله} وسعتهم رحمة الرحمن رب العالمين بلا إكراه ولا ترهيب ومن ثم تكون الكرامة ما يتمايز الناس وفقه هي التقوى وهي حسن الخلق وحسن المعاملة وهذا هو أول أوّليات الشرائع جميعها ( الدين المعاملة )( الدين حسن الخلق ) (و حسن الخلق هو خلق الله الأعظم )
هذا البيان الخامس ليس مقصودا به زيدا ولا عمرو إنما هو موجّه لكل فردمن أفراد العالمين أمّة {الله} التي ضاقت بها الأرض بما رحبت. كل فرد عاقل عليه أن يهتف ( النظام يريد إسقاط النظام ) فالمسئولية أمام الحق مسئولية فردية و ( كيفما كنتم يُولّى عليكم ) و {إن الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال }[11 الرعد ]
بيان رقم ستة الجمعة 14 ربيع الثاني 1432هـ الموافق19 مارس 2011م { بسم الله الرحمن الرحيم }
على الشعوب جميعها إعادة النظر في الفهم السلفي للديمقراطية.هذهـ الديمقراطية التقليدية الموروثة عن عهود موغلة في التاريخ قد اعتمدت جانباً واحداً من وجهي عملة الحرية. الحرية هي الحق الأول الأساسي للإنسان.وهي أي الحرية عملة ذات وجهين. ولا تعتبر الحرية كاملة ما لم يجري تطبيقها من على وجهيها. وجهها الأول مضمونه المشاركة المطلقة في السلطة بمعنى أن الحقوق متساوية لجميع المواطنين من ذكر وأنثى ويبدأ تشخيص اعتبار المواطنة لكل فرد من الناس منذ أول يوم للميلاد. ولا يُستثنى من هذا الاعتبار أحد.وعند صناديق الاقتراع يدلي الجميع بأصواتهم: لكل فردٍ صوتاً واحداً عن نفسه وكل رب أسرة صوتاً عن نفسه وأصواتا بعدد القاصرين تحت ولايته. ولأجل أن يكون ذلك ممكناً ومحققاً لنزاهة الانتخابات تستحدث بطاقة إثبات الشخصية الاعتبارية للأسرة أو ما يُسمى بكرت العائلة. الوجه الثاني لعملة الحرية والذي تعمّد أتباع الطاغوت أن يخفوهـ عبر التاريخ هو المشاركة المتساوية في الثروة لجميع المواطنين بصورة مطلقة وبلا استثناء ولا بعمر محدد فهي حق لكل إنسان بصرف النظر عن مبلغ عمرهـ حتى لو كان جنيناً بعمر يوم واحد داخل رحم أمه ويُثبت ذلك بشهادة الطبيب الشرعي المختص وتوثّق لدى محكمة العدل الاجتماعي. هذين الوجهين للحرية وهما حق السلطة وحق الثروة،وهما ما اصطلح على تسميتهما ( السياسة) و ( الاقتصاد ) هما عمدتا حق الحياة الإنسانية الكريمة. الديمقراطية بهذا الفهم الجديد هي السبيل الوحيد لتحقيق العدل الاجتماعي.العدالة الاجتماعية هي طائر الحياة الحرة الكريمة. وهي تنطلق تطلب السعادة الأبدية المنطوية على إكسير الحياة الراقية وهو المحبة ، تفرهد عروة وثقى داخل إطار جلال الكمال النسبي وهو الجمال . وبين الجلال والجمال تنبثق حياة الشعور المبرأة من جميع أوجه السوء تطير على جناحين متكافئين هما السلطة والثروة. عند ذلك يحل السلام ويشيع الأمن في ربوع الإنسانية ليكون كما في السماء كذلك على الأرض. هذه الديمقراطية الجديدة هي الإطار المعاصر للخطاب الديني الذي تتطلّع إليه جميع شعوب الأرض من أجل إحلال السلام المستدام. هذه الديمقراطية الجديدة هي حقيقة النظام العالمي الجديد الذي سيمكن من تحقيق الحرية الفردية المطلقة من كل القيود السلفية التي طالما فرّقت بين الناس جاعلة منهم أحزاباً مختلفة متعارضة وكل حزب بما لديهم فرحون. الديمقراطية الجديدة نظام بلا أحزاب.الدوائر الانتخابية جغرافية سكانية بحتة بمقتضى حيثيات دستور الإنسان المعاصر.(راجع كتاب لسان العصر :دستور الإنسان المعاصر).هذا الدستور الجديد لن يكون كقانون المدينة الأفلاطونية الخياليّة الفاضلة. وإنما سيكون كقانون المدينة المنورة الواقعيّة الطيّبة. الناس تحت مظلة هذا الدستور جميعهم متساوون في جميع الحقوق والواجبات. ولعل أن التعريف الدستوري الجديد لحقوق الإنسان ، أنها حق الحياة (الثروة) وحق الحرية (السلطة) يتساوى الناس فيها كلهم مساواة مطلقة من أي قيد أو شرط. إن الثورات التي اندلعت في العالم العربي الإسلامي في دول تم تصنيفها ضمن ما يسمى بالعالم الثالث المتخلف نسبياً مقابل عالم الحضارة الغربية المتطورة،يُلاحظ أنها إنما فجّرها رجل الشارع البسيط الشاب المستضعف الكادح المهمّش، ولم يكن للأحزاب المعارضة أو النخب المرطبة غير أن تستميت لتلحق بموكب التغيير الهادر .ولعل أن الحزب المعارض لو أُتيحت له الفرصة لاعتلاء عرش السلطة لما كان سلوكه بأفضل من سلوك الحزب المستبد الحاكم الذي أفسد فيها وسفك الدماء بغير حق. ولعلنا وقد طال انتظارنا نطالع بوادر النصر الأكبر وأن يتحقق الوعد الحق : { ونريد أن نَّمُنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين} [5 القصص ] لقد تفجّرت ثورات التغيير بتلقائية الفطرة الساذجة الرافضة للظلم و القهر والاستبداد لتكتسح رموز الطاغوت المتسلطون على الرقاب.وقد كان ذلك بلا ترتيب أو تخطيط مسبق كشأن الانقلابات العسكرية ولذلك فجميع هذه الثورات هي حركات فجّرها ضغط القهر والاستبداد فهدفها الأول الوحيد المباشر {{{الشعب يريد إسقاط النظام}}} ثم ماذا بعد إسقاط النظام ؟ لا أحد من شباب الثورة يعرف بصورة حاضرة محددة بديلاً خيراً من النظام المراد إسقاطه، وذلك لأن الثورة قامت فجأة بلا تخطيط ولا إعداد مسبق لبرامج الإصلاح المرتقب.ولعل أن هذا الوضع الضبابي يُمكّن جهابزة الأحزاب السياسية المتمرسّة على تناول وتداول لعبة السلطان من أن تلتفّ حول الثورة فتجهضها باسم الديمقراطية الزائفة ويئول الحال إلى نفس الصورة التي كان عليها قبل الثورة مع تغيير الوجوه والأسماء. من أجل ذلك نحن لسان العصر نؤذن في الناس أن الوقت قد أزف وأن ساعة التغيير قد حلّت لا ريب فيها ونبشر بقيام دولة السلام الثانية تقوم على السُّنّة الأحمدية من الإسلام عندما يُبعث النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم البعث الثاني على المقام المحمود وسيكون اسمه أحمد السلام عليه وهو لمّا يأت بعد غير أننا نرى ونلاحظ بشارات وإشارات قدومه الأحمد الميمون. رسول {الله} أحمد السلام عليه هو خاتم المرسلين المكرمين. وهو ليس غير النبي محمد الصلاة والسلام عليه مبعوثاً مقاماً محموداً كما وعده ربه به والرب جلّ تبارك وعلا وتقدست أسماؤه هو لا يخلف الميعاد. رسول {الله} أحمد السلام عليه هو رجل الساعة وهو البيّنة يأتي ليفك هذا الاختلاف والتعارض بين الناس ليكونوا أمّة واحدة مجتمعة على راية واحدة هي حق الحياة الأساسي للإنسان في السلطة والثروة، بصرف النظر عن عرقه أو لونه أو عقيدته وفي ذلك انطلاق لدورة للحياة جديدة تحتكم لدين واحد هو السلام. { لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة*رسول من الله يتلو صحفاً مطهّرة * فيها كتبٌ قيّمة * وما تفرّق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البيّنة*وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة} [5 البيّنة] دين السلام هذا شريعته ومرتكزات تعاليمه هي المحبة وهي المودة وهي الرأفة و الرحمة
( الدين المعاملة) ( الدين هو حسن الخلق ) (حسن الخلق هو خلق {الله} الأعظم )
إن هذه الثورات المتأججة وهذه الكوارث الطبيعية المدمّرة ما هي إلا طلق المخاض بين يدي ميلاد جديد لحياة جديدة لإنسانية جديدة تحتكم إلى قوانين جديدة تحت مظلتها يتساوى الناس جميعهم .ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى. التقوى هنا معناها الأصلي المتجدد هو (حسن المعاملة وحسن الخلق )وحسن الخلق هو خلق {الله} الأعظم.و خلاصة هذا أن التقوى هي خلق {الله} الأعظم.{الله} الذي لا إله إلا هو وسعت رحمته كل شيء وهو بالناس لرءوف رحيم.رءوف رحيم بجميع خلقه على وجه العموم و بالعالمين من إنس وجن على وجه الخصوص وبالإنسان على وجه أكثر خصوصية.قال تبارك وتعالى: { خلقت الأكوان للإنسان وخلقت الإنسان لي} إن هذا الهتاف الذي أطلقته حناجر المستضعفين في الأرض ( الشعب يريد إسقاط النظام ) كلمة الشعب فيه تشير إلى جميع البشر المستضعفين على وجه البسيطة . وقرينة ذلك الألف واللام.فالهتاف غير محدد بشعب بعينه وإلا لكان : مثلاً : (شعب مصر يريد إسقاط النظام). أما النظام المراد إسقاطه في حقيقة الأمر هو هذا النظام الدولي القائم على قانون الغاب باستبداد من يملك القوة فيمتلك مقدّرات الشعوب المستضعفة والبسطاء .القويّ الذئب الذي يلتحف جلد الحمل.وجلد الحمل هو هذه الديمقراطية المنقوصة التي تتخذ من ترسانة الثروة جداراً فاصلاٍ بين حقوق الشعوب وأطماع الطاغوت. إن النظام الجديد المراد أن يكون بديلاً يحل محل النظام الظالم المستبد المراد إسقاطه هو دين السلام الإسلام قائماً على أحسن ما أنزل من الرب العزيز القدير. { و اتّبِعُوا أحسن ما أُنزل إليكم من ربّكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون} [ 55 الزمر ] ويكون في ذلك نسخٌ للجهاد الأصغر وإحكامٌ للجهاد الأكبر. ومن ثم ليقوم الدستور الجديد على: 1- { لا إكراه في الدين } = حريّة العقيدة والفكر. 2- {اُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}= الدعوة والجهاد الأكبر. 3- ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )(الناس أشراك في ثلاثة : الهواء والماء والكلأ=المساواة في السلطة والثروة. وبذلك تتبلور حقوق الإنسان لتكون وبصورة مطلقة كما في السلطة كذلك في الثروة.ويكون للفرد الإنسان الحق كما في حريّة التعبير كذلك في الحياة الكريمة.وتكون تلك حقوقاً أساسية موهوبة بنص الدستور ويمكن تلخيصا كالآتي: 1- الناس جميعهم أحرار ليعتنق كل منهم ما يشاء من عقيدة ={ لا إكراه في الدين}{ ذكّر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر}. 2- الناس جميعهم أحرار متساوون في قسمة الثروة = وسائل الإنتاج ملكيّة عامة. 3- الناس جميعهم أحرارٌ متساوون في اقتسام السلطة=ديمقراطية بلا أحزاب. 4- الناس جميعهم أحرارٌ متساوون في حق التعليم المجاني وإلى أعلى المراحل؛و يكون إجباريّاً من الرياض إلى ما دون الجامعة. 5- العلاج حق عام بلا مقابل. 6- الناس جميعهم أحرارٌ متساوون أمام القانون ولا فرق بين ذكر وأنثى = { يا أيّها الناس إنّا خلقناكم مّن ذكرٍ وأُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليمٌ خبيرٌ} [13 الحجرات ] 7-القوة الحاكمة التي يلجأ إليها الجميع لفض نزاعاتهم أينما كانوا هي قوة الحق والعدل ُيتوسل إليها بالحوار والجدال بالحكمة والموعظة الحسنة . 8- القضاء سلطة مستقلة تماماً تستمد شرعيتها من الدستور ويتم تكوين دواوينها بواسطة مجلس الشعب المنتخب ديمقراطياً. 9-مجلس الوزراء يتم تعيينه بواسطة مجلس الشعب على أن يكون الوزراء من نوّاب الأمة من أعضاء مجلس الشعب المنتخبون ديمقراطياً. 10- رئيس الجمهورية هو من أعضاء مجلس الشعب المنتخبون ديمقراطيّاً يرشح نفسه لتولي الرئاسة ويقترع عليه عموم أفراد الأمّة .وتكون فترة الرئاسة مدة ست سنوات فقط ولا تتجدد. 11- نوّاب الشعب و الوزراء ورئيس الجمهورية لا يتمتّعون بأي درجة من الحصانة تمنع عنهم المساءلة إلا حصانة يكتسبها الفرد منهم بحسن الأداء وحسن المعاملة والتفاني في خدمة الشعب. 12- يمكن لمجلس الشعب المنتخب ديمقراطيّاً أن يُنحي الرئيس عن منصبه بإجماع ثُلثي الأعضاء على عرض الأمر للشعب في استفتاء عام. 13- مجلس الصحافة يتكون بواسطة مجلس الشعب من نوّاب الشعب أعضاء المجلس .وليس للسلطة التنفيذية أي سلطان على الصحف.وفي حال حادت أي صحيفة عن دواعي الحق والعدل يُرفع الأمر إلى القضاء.الصحف قطاع عام والموافقة على إنشاء أي صحيفة يكون من صلاحيات مجلس الصحافة الذي يحدد ميزانيات التشغيل ويعين مجلس إدارة الصحيفة الذي يقوم بتعيين طاقم العمل الصحفي من صحفيين ورؤساء تحرير و موزعين.تباع الصحف للجمهور بسعر التكلفة ويتم توريد حصيلة المبيعات إلى الخزينة العامة. الصحافة هي العين الساهرة على مصالح الشعب العامة وهي الرقيب على أداء السلطة التنفيذية بجميع قطاعاتها من مجالس الأحياء وإلى قمة مجلس الوزراء وهو المجلس المعيّن لخدمة مصالح الشعب وإدارة أحواله العامة.السلطة هنا ما هي إلا تكليف وهي بأي حال من الأحوال لا تكون تشريفاً. ولا يُشرّف الوزير كونه وزيراً وإنما يُشرّفه حسن الأداء والتفاني في خدمة الشعب. 14- نوّاب الشعب ومنهم الوزراء والسفراء والرئيس ليسوا إلا موظفين في خدمة الشعب. وليس لأيٍّ منهم امتيازات أو مخصصات خاصة إلا ما تستدعيه وتوجبه مطالب طبيعة إدارة العمل. كل منهم ما عدا الرئيس يسكن في داره الخاص ويتوصل إلى مكان عمله علي نفقته الخاصة.ومن هناك ينطلق لأداء مهام وظيفته على نفقة المال العام حتى وإن اقتضى ذلك أن يستغل طائرة.أما الرئيس فمكان سكنته هو القصر الجمهوري. الفرد الذي تقدم ورشح نفسه لرئاسة الدولة ثم تم انتخابه بواسطة جموع الشعب أصبح بذلك شخصية عامة طيلة الست سنوات فترة دوام وظيفة الرئيس. أصبح بذلك شأنه الخاص هو شأن الأمة جمعاء لا خصوصية له البتة مادام داخل دائرة واجبات ساكن القصر. أما حياته الاجتماعية خارج القصر فهو مواطن عادي يمشي في الأسواق ويواصل الناس في مناسباتهم في الفرح وفي الكره بدون حرسٍ ولا مواكب رئاسية تتبعه ولا يتوصل إلا بعربته الخاصة أو ربما يستغل المواصلات العامة ويكون في ذلك شرفاً له لأنه واحد منهم اختاروه بمحض إرادتهم ليكون كبيرهم الراعي الأول المسئول أمام {الله} ثم أمامهم مسئولية فردية عن إخلاصه وتفانيه في خدمتهم.
بيان رقم سبعة الخميس 20 ربيع الثاني 1432هـ الموافق25 مارس 2011م { بسم الله الرحمن الرحيم }
الحرية ، العدل ، المساواة والكرامة هذه القيم السامقة ليست هي الغاية والهدف الذي يكدح الناس لتحقيقه.هذه القمم العاليات من قيم الحياة المادية ما هي إلا الأحسن في الوسائل التي يتوسل بها البشر للوصول إلى الغاية منها ألا وهي النفس العليا للإنسان. هذه الغاية المُثلى ليست بمسألة جماعية مجتمعية ، وإنما هي غاية فردية وهي تختلف في قيمتها الكميّة من فرد لآخر.هي ما يمكن أن نطلق عليها ( الفردية ) أو الأصالة التي لا يشبه فرد فيها فرداً آخر. و هي عند كل فرد يمكن القول عنها بأنها لا مثيل لها لا في الصوت ولا في الصورة. إن بالتمكّن من امتلاك زمام أمر الوسائل المذكورة أعلاه ، وهي وسائل تعتبر جماعية، يكون اختتام دورة للحياة اتّسمت بالنضال الجماعي وجُلّ ما كانت تطلبه الجماعة فيها هو الرفاهية التي تقوم على بنيان الحرية والعدل والمساواة والكرامة.وعندما يتحقق ذلك تبدأ تتبلور نقطة انطلاق دورة للحياة جديدة.و من ثم يبدأ الأفراد فيها بالاستقلال عن القطيع لمباشرة حياتهم الفردية كلٌّ على شاكلته. {ونرثه ما يقول ويأتينا فردا} [80 مريم] {إن كُلُّ من في السماوات والأرض إلآ ءاتي الرّحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدّهم عدّا * وكُلُّهُم ءاتيه يوم القيامة فردا} [95 مريم]
إن كانت دورة الحياة السابقة التي نعيش نحن اليوم في أُخريات أيامها قد استمرت لأربعمائة سنة وألف ؛فالدورة التالية ، وهي دورة حياة الأفراد ، سيكون يومها بمقدار ألف سنة ممّا يُعدّ من سنوات الدورة السابقة. {يُدبّرُ الأمر من السماء إلى الأرض ثُمّ يعرُجُ إليه في يومٍ كان مقدارُهُ ألف سنة ممّا تعُدُّون} [5 السجدة]
{ويستعجلونك بالعذاب ولن يُخلف الله وعده وإنّ يوماً عند ربّك | |
|